في كل مرة نمر بها من جانب ذلك الجدار, " جدار الفصل العنصري" , ينتابني الشعور بالحزن والأسى ، ولكن هذه المرة كان شعوري بالمرارة مختلفا , فالاجواء احتفالية برغم كل القهر والظلم الذي نعيشه ،إلا أن أطفالنا أبوا إلا أن يعلنوها صرخة صامتة بأن لهم الحق في العيش كباقي اترابهم والتمتع بأدنى حقوقهم وهو الفرح بقدوم العيد ....

ولكن .. مرة اخرى يصر الاحتلال أن يسلبنا تلك الفرحة ، بدات الحافلة بالسير عبر الشوارع الملتفة المليئة بالمطبات والحفر , وعندما انتهت الى الشارع الرئيسي وإذا بالجدار يستقبلنا بوجه عبوس , قاتلاً روح المدينة التي انضمت بذلك لرفيقاتها ، بعد كانت تشع بالامل وتنبض بالحياة ، تعلوها اليوم الكآبة والشحوب ولكأنها عجوز في التسعين من عمرها أكل الدهر عليها وشرب ...

يتهيأ لي أننا نسير داخل سجن عسكري فالجدار يرتفع بجانبا عدة امتار مسيجاً بأسلاك شائكة حائلاً بين الاب وابنه , بين الاقرباء والأصدقاء , فبعد أن كان الشارع هو ما يفصل بين المدن والذي لا يستغرق قطعه سوى خمس دقائق , صارالجدار يفصل بينهم بحيث أن من يريد الوصول إلى البدة المجاورة , عليه أن يسلك طرقا التفافيه ونقاط تفتيش مما يستغرق ساعةً من الزمن وربما اكثر ..

ولكن المسرحية لا تنتهي هنا , بل وحتى تكتمل بجميع عناصرها يأتي دور المعبر " معبر قلنديا " , نمر به ذهاباً وإياباً , أثناء عبور المدينة لا مشكلة كبيرة , فهم يكتفون بفحص بطاقات الهوية والتأكد بأنه ما من متسلل " ضفاوي ", فهو بطبيعة الحال يشكل خطراً على أمن الدولة لمجرد أنه يحمل الهوية الفلسطينية !!


يشتد الحدث وتأتي العقدة عند التأهب والإستعداد للعودة الى البيت , حيث يجب أن ننزل من الحافلات والتوجه للمعبر حيث يتم تفتيشنا لنعود بعدها للحافلات , وداخل المعبر الذي هو أشبه بالمعابر الدولية على قولة المثل " انت وحظك " , يعني هناك أيام يكون المعبر سالكاً حيث أننا لا نضطر للوقوف منتظرين الكثير من الوقت ,وأحياناً أكثر وخاصةً أيام أعيادهم أوعند وقوع عمليات فدائية , فحدث ولا حرج , نصف ساعة .. ساعة .. حسب مزاج الجنود ... هذا بالإضافة للبوابة الكهربائية لا يمكن أن يمر عبرها أكثر من ثلاثة اشخاص في كل مرة وذلك بأحسن الاحوال ... وهلمجرة ..

لا أدري أمسرحيةٌ هي حقاً ... ربما من الأصح أنأ أسميها مسلسلاً , فالمسرحية وقتها محدود قليلة بينما المسلسل يمكن لحلقاته أن تطول وأن تكثرعدداً ... كالمسلسل الذي نعيش حلقاته يومياً من الذل والهوااااااااااااااان ... كانت هذه إحدى حلقات هذا المسلسل في ثاني أيام عيد الأضحى المبارك !!!

1 Comment:

  1. مدونة زيتونتنا said...
    يرجى اختيار لون خلفية فاتح ولكن ليس اسودا لان هذا يهلك العين

Post a Comment



رسالة أحدث رسالة أقدم الصفحة الرئيسية

Related Posts Widget for Blogs by LinkWithin

Blogger Template by Blogcrowds.