أشرعة الصمت ....

حينما تضيق بها جدران غرفتها..تتزاحم الأحداث في داخل الذاكرة المغلقه ..

تسدل دون سابق انذار اشرعة الصمت..فيبدو زورقها حزينا..لا وجهة له ..

تمسك قلما .. ودائما لون البحر شعاره ..

تركض حول نفسها مغمضة العينين ..

تتنفس مع كل حرف تخطه .. شيئا من الهواء الغائب عنها ..

في كتابها الكبير..تجد اسئلة تمكث بين الطرقات الضيقة..والأزقة الكئيبه ..

اسئلة تحاورها..وينكسر الجواب بين شفتيها...

في كل مرة...تتأمل من نوافذ غربتها..فلا تجد سوى تاريخ الغياب...

ويظل نهر اسئلتها جاريا ..

تتكيء على حائط من وهم حتى تستريح ..

وتلمح فوق صفحات النهر مياه طفولتها...

في مثل هذا اليوم منذ زمن ليس بالبعيد ... غادرنا معتز ...
حينها افترش الصمت بساطه الأسود ، وانتحل السكون شخصية الرعب القاتل ، واقتحم الموت مساحات النفس الفسيحة ، وجال في رحاب روحها الحزينة ... لحظة حاسمة ... فاصلة ... رسمها قضاء الله وقدره ... نقشاً على صفحات الزمان دونما سابق إنذار ، وتجلت ألوانها خبراً أليما ، تسلل الى افاق الروح الضعيفة ... سار مع مجرى العروق وسكن كل خلية ، حتى جلجلت في القلب نبضات ، تتصارع لتخرج من سجن الآلام ، لتتحرر من زنزانة الشعور الدفين ....
لا أدري ماذا أصابني حينها .. لم تعد قدامي تقوى على الوقوف ... - كانت هذه المرة الثانية التي يزورنا فيها الموت ويدق بابنا .. في أسبوع واحد حين غادرتنا خالتي- ، سقطت من هول المصاب تحت غيبوبة الأسى ، وما أن فتحت عيناي حتى عادت قيود الشعور الدفين تحاصرني ، وعادت جرعات الأسى تصارع نفسها بداخلي .... شعرت وكأن زلزالاً يهز كياني ويشق ثقوبه على أطلال وجداني ...

*************
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط "
أسأل الله العلي العظيم أن نكون ممن يحبهم .. اللهم لا اعتراض على حكمك
"إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع وإنا على فراقك يا معتز لمحزونون "





في كل مرة نمر بها من جانب ذلك الجدار, " جدار الفصل العنصري" , ينتابني الشعور بالحزن والأسى ، ولكن هذه المرة كان شعوري بالمرارة مختلفا , فالاجواء احتفالية برغم كل القهر والظلم الذي نعيشه ،إلا أن أطفالنا أبوا إلا أن يعلنوها صرخة صامتة بأن لهم الحق في العيش كباقي اترابهم والتمتع بأدنى حقوقهم وهو الفرح بقدوم العيد ....

ولكن .. مرة اخرى يصر الاحتلال أن يسلبنا تلك الفرحة ، بدات الحافلة بالسير عبر الشوارع الملتفة المليئة بالمطبات والحفر , وعندما انتهت الى الشارع الرئيسي وإذا بالجدار يستقبلنا بوجه عبوس , قاتلاً روح المدينة التي انضمت بذلك لرفيقاتها ، بعد كانت تشع بالامل وتنبض بالحياة ، تعلوها اليوم الكآبة والشحوب ولكأنها عجوز في التسعين من عمرها أكل الدهر عليها وشرب ...

يتهيأ لي أننا نسير داخل سجن عسكري فالجدار يرتفع بجانبا عدة امتار مسيجاً بأسلاك شائكة حائلاً بين الاب وابنه , بين الاقرباء والأصدقاء , فبعد أن كان الشارع هو ما يفصل بين المدن والذي لا يستغرق قطعه سوى خمس دقائق , صارالجدار يفصل بينهم بحيث أن من يريد الوصول إلى البدة المجاورة , عليه أن يسلك طرقا التفافيه ونقاط تفتيش مما يستغرق ساعةً من الزمن وربما اكثر ..

ولكن المسرحية لا تنتهي هنا , بل وحتى تكتمل بجميع عناصرها يأتي دور المعبر " معبر قلنديا " , نمر به ذهاباً وإياباً , أثناء عبور المدينة لا مشكلة كبيرة , فهم يكتفون بفحص بطاقات الهوية والتأكد بأنه ما من متسلل " ضفاوي ", فهو بطبيعة الحال يشكل خطراً على أمن الدولة لمجرد أنه يحمل الهوية الفلسطينية !!


يشتد الحدث وتأتي العقدة عند التأهب والإستعداد للعودة الى البيت , حيث يجب أن ننزل من الحافلات والتوجه للمعبر حيث يتم تفتيشنا لنعود بعدها للحافلات , وداخل المعبر الذي هو أشبه بالمعابر الدولية على قولة المثل " انت وحظك " , يعني هناك أيام يكون المعبر سالكاً حيث أننا لا نضطر للوقوف منتظرين الكثير من الوقت ,وأحياناً أكثر وخاصةً أيام أعيادهم أوعند وقوع عمليات فدائية , فحدث ولا حرج , نصف ساعة .. ساعة .. حسب مزاج الجنود ... هذا بالإضافة للبوابة الكهربائية لا يمكن أن يمر عبرها أكثر من ثلاثة اشخاص في كل مرة وذلك بأحسن الاحوال ... وهلمجرة ..

لا أدري أمسرحيةٌ هي حقاً ... ربما من الأصح أنأ أسميها مسلسلاً , فالمسرحية وقتها محدود قليلة بينما المسلسل يمكن لحلقاته أن تطول وأن تكثرعدداً ... كالمسلسل الذي نعيش حلقاته يومياً من الذل والهوااااااااااااااان ... كانت هذه إحدى حلقات هذا المسلسل في ثاني أيام عيد الأضحى المبارك !!!


إهداء العيد

من المنشد " عبد الرحمن القريوتي"

~ طلّ العيد ~

رابط الأنشـــودة





لأجلك غزة ...


يا من أُضئ تاريخك بقناديلٍ من مسك الدماء

يا من تلفحت نسماتك بأريجٍ من عبق الاباء

وتزينت حقولك برداء العزة والوفاء


إليك غزة ...


يا من وقفت قلعةً شامخةً وريحاً عاتية

يا من أعلنتها ثــورة حــــرة

وروّتها بالنفوس الغرة



من أجلك غزة...


يـــا منـــارةً مضـــيئةً مشـــــاعل الايمـــان

يـــا أمــواجاً ثائـــــرةً بوجـــه الطــوفان

ونبراساً خُط على صفحات الزمان



لأجلك غزة وإليك ومن أجلك ...


نقولها بقلوب مؤمنةٍ بأنك قدر الله

وأن إرادة شعبك ستكسر كل القيود بإذن المولى

" لأن لله عباداً إن هم أردادوا أراد "

وكذلك أبناؤك


فستنصرين وستنصروووووون ...!!!


فكل عامٍ وأنت حرة ... يا غزة !!

بسم الله الرحمن الرحيم

~ نشيد الحج ّ ~









نقلاً عن

شبكة بسمله الانشاديّة


رسائل أحدث رسائل أقدم الصفحة الرئيسية

Related Posts Widget for Blogs by LinkWithin

Blogger Template by Blogcrowds.